Wednesday, June 4, 2008

Interviews

نايلة تويني
خسرتُ شخصًا اعتبرته الأهم في حياتي


" النهار بدأت بجبران تويني الجدّ، استمرت و لا تزال. جريدة تتخطى انسان، تتخطي غسان و جبران تويني . النهار أهم بكثير من أي مركز سياسي فهي ارث، مدرسة و مؤسسة. " كلماتٌ سبق و قالها الشهيد جبران تويني، لكنها عادت و بُعثت حيّة في براءة، صِدق، و ارادة ابنته. هي التي خسرت والدًا شكل المحور الأساسي في حياتها، لا نزال نرى بوضوح دمعةً حزينة يحيكها الألم، التحدي، و الأمل. هي نايلة جبران تويني، تُدخلنا معبد الذكريات و الأحلام...





دور الأبوة على أكمل وجه
بالرغم من الطلاق بين والديها، لم تشعر نايلة قطّ بابتعاد والدها عنها، بل اعتبرتهُ مثالها الأعلى. " علاقتي وطيدة بجبران، و حتى اليوم لا يمكنني تفسير مدى تعلُقي به، فقد مارس دور الأبوة على أكمل وجه ". أما عند سؤالها عن شعورها عندما تزوج بسهام عسيلي، فببراءةٍ أجابت " طبعا، كأية ابنة أحسستُ بالغيرة في بادىء الأمر. لكن هذه حياته، و من حقه أن يكون سعيدا، و أنا لن أمنعه من ذلك بل سأقف بجانبه.




" العائلة من مسؤوليتي "
عندما استشهد جبران، كانت ناديا و غبريلا لا تزال صغيرتان. و أنا اليوم كما أوصاني، سأهتم بهما الى جانب سهام، فجميعنا نحتاج الى بعضنا بعضًا. سوف أعتني بعائلتي كما فَعَل، لكن ليس باستطاعتي أن أحلَ مكانه، فجبران انسان نادر و فريد.




الايمان بالمحكمة ذات الطابع الدولي و القضاء اللبناني
من يقرأ مقالات جبران، يُدرك أن هذا الصحافي الذي صاح باسم الحق و الحرية، أزعج جهات عدّة، لذلك قاموا باغتياله. لكنّ الحقيقة، ستظهر مهما طال الزمان، و هؤلاء المجرمين لن يفلتوا بجريمتهم و سينالون عقابهم. أنا أؤمن في المحكمة ذات الطابع الدولي التي تقوم بمهامها بكل دقة، و أتمنى من القاضي جهاد الوادي أن يتوصل الى قتلة جبران تويني، فتُسجل عندها نقطة ايجابية في تاريخ القضاء اللبناني.




الاغتيال باء بالفشل
بعد استشهاد جبران، لم تعد نظرتي الى الحياة كما كانت مسبقا، فقد كثُرت مسؤولياتي، و تغيرت أمور كثيرة. الى جانب هذا كله، خسرتُ شخصًا اعتبرته الأهم في حياتي، لكني أشعر بوجوده أينما كنت، ما يمدُني بالقوة و يدفعني الى التحدي و مواجهة الصعاب لايصال رسالة والدي و اثبات أن اغتياله باءَ بالفشل، فهل يمكنهم قتل الحق و الحرية في الآن ذاته؟!




ارث " النهار " و الوطن
جبران سلّم ارث" النهار " الى كل محبيها و العاملين فيها، و ليس لابنته فقط. اما ارث الوطن و القضية التي استشهد لأجلها، فهي من مسؤولية الشباب أجمع، ما يحتم علينا التعاون لجعل حُلم " ديك النهار " حقيقة راسخة في ذهن كل من يؤمن بلبنان.

حاورتها رانيا سنجر













سهام تويني
جُبران شُعلة تُنير دربَنا في سبيل التحرّر


قدرٌ شاء أن يجمع بين الفارسة على صهوة جواد و فارس الكلمة الحرة. حبٌ أسطوري بدأ بموعد على الغداء و اختُتم بزواج دام أربع سنوات. اقتحم حياتها محمًلا ايّاها رسالة النضال و الحرية، بعدما اختار درب الشهادة لأجل سيادة لبنان. انه جبران تويني، الرجل الذي وَعد، أقسم، فاستشهد. فماذا تخبرنا زوجته، و هي التي استبدلت دمعتها بضحكةٍ حزينة و بدّدت ألمها بحلم الزوج، الحبيب، و الفقيد.

حُلُم، لقاء، فزواج
اتصل بي مرة عندما قرأ مقابلة معي في جريدة " النهار"، كنت حائزة عندها (1999) على البطولة العربية في فقرا. طلب أن يلقاني، فذهبتُ الى مكتبه القديم، في الأشرفية، و كان يعرف أهلي مسبقا. دام لقاؤنا حوالى الخمس دقائق فقط ، حيث شجعني على الاستمرار بما أنا عليه. بعد سنتين و شهرين، اتصل بي قائلا " معك جبران تويني...حلمت فيك". تفاجئت كثيرا كما أردت معرفة السبب الحقيقي لاتصاله. عاود الاتصال مرارا طالبا أن نلتقي. بعد أكثر من حجة استخدمتها نفذ صبره و قال " أنا ما بدي شي منّك، بس كان بدي احكيكي". فالتقينا اليوم التالي في فاريا، و أدركت حينها أننا سنكون سويا، و أن هذا الحلم أشبه برسالة من والدته المرحومة ناديا اذ كان جدّ متأثر بها. هَدَف جبران الى تأسيس حياتي، و قد نجح في ذلك.

من باريس...فبيروت..الى الشهادة
قبل اغتياله بيوم واحد، لدى وصولي الى مطار بيروت انتابني الخوف و القلق، أردت فقط الوصول الى البيت بسلام. و ما عزز قلقي و خوفي عليه أنه كان لديه الكثير من الأعداء بسبب قلمه الحرّ الذي تميز به، اضافة أن بعد محاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق، أدركت أن جبران هو التالي و لا مفرّ من ذلك. وصلنا الى المنزل بأمان، حيث نتاولنا العشاء و شاهدنا احدى الأفلام سويا. صباح اليوم التالي خرج كعادته باكرا من المنزل، و دوّى صوت الانفجار، فأدركت عندها أن جبران هو المستهدف
.
"My Way"

منذ زواجي بجبران، كان يهتم في كل تفاصيل حياتي، فقط كي يراني سعيدة. أربع سنوات أمضيتها معه، لا يمكن نسيانها بسهولة. لكن من أجمل لحظات حياتي، يوم دعى حوالى المئة و خمسين شخصا الى Concerto، علما أن جبران لا يهوى هذه الأماكن. و هناك طلب يدي منشدا أغنية " My Way". من أجمل و أروع اللحظات التي لا تزال تؤثر بداخلي، فضلا عن الأيام الأخرى التي كما قلت سابقا كانت أشبه بحلم لشدة ما كان هذا الرجل رائعا، لا يمكنني وصفه بكلمة، فمهما قلت عنه لن أنصفه.

تهديدات من عدة جهات
جبران تميز بقلمه الحرّ متخطيا كل الحدود، و هذا ما حمل جهات مختلفة على تهديده و اغتياله. لا أستطيع اتهام أيه جهة أو دولة في قتل جبران، فليس من دليل حتى اليوم يشير الى هوية القاتل.

جبران الحُلم
سأعمل على تعليم ابنتاي (ناديا و غبرييلا) أن يتعلما من أخطائهما مهما كانت و يطبقا قناعاتهما. سأخبرهما بالطبع عن والدهما، عن وطنيته و شهادته دفاعا عن أرضه. بالنسبة لجبران، الدفاع عن حرية الوطن و سيادته و استقلاليته كان همه، لذا افتدى وطنه حرصا على أولاده و لاحقا أحفاده كي يعيشوا بسلام. فعلا جبران حالة فريدة في المجتمع، و لو عاودنا قراءة مقالاته لوجدنا أن البعض منها ينطبق عما نعيشه اليوم، ما يعزز لدينا أن جبران تويني لم يرتكب أي خطأ بحق بلده، بل كان و ما زال شعلة تنير دربنا في سبيل التحرر. و أنا متأكدة أن ابنتاي ستفخران بهكذا والد

" أفتقده كثيرًا "

أفتقد الى مواقفه الصلبة، و أرى أن بقائه على قيد الحياة كان سيجدي نفعا أكثر، فهم عمدوا الى اسكات صوته. و نحن بالتأكيد ننتظر المحكمة الدولية. و كما أرادني قوية، أعده أن أبقى كذلك لأجله و لأجل أولادي. بالنسبة لجبران، فان الشباب هم من سيكونون صانعي التغيير في المستقبل، و سأبقى على قوله و فعله و أتمنى على الجميع التفكير في مصير الوطن رافضين أية وصاية خارجية.




حاورتها رانيا سنجر



Sunday, May 25, 2008

Articles written by me



" الى " صاحب الجلالة...

وعدتنا بحربٍ مفتوحة، و بدأت. وعدتنا بعدم استخدام السلاح في الداخل، و ها قد فعلت. هل يعقل أن تتحول شوارع


بيروت الى جبهات عيتا الشعب و عيناتا، لتقاتل الأهالي، أبناء وطنك، ان كنت لا تزال تعترف به. هذا الوطن الذي استشهد لآجله الكثير.
الاضراب و الاعتصام حق لكل مواطن، لكن ليس بهذه الطريقة التعسفية، و لا بالقتل و التهجير و التدمير. أبناء بيروت يا " فخامة السيد " مثلهم مثل أحبابك في الضاحية الجنوبية، فهل كثير علينا أن نعيش بسلام و طمأنينة؟!
وقفنا معك جنبا الى جنب خلال حرب تموز، و ها أنت اليوم انقلبت علينا و صوبت سلاحك في رؤوس الأبرياء.
لغة سلاحك طغت على لغة العقل و المنطق، و بتّ و ما زلت تطمع في احتلال وطنٍ، أدخلته لعبةً سياسية عسكرية خاسرة، حتى فبل أن تبدأ.
لا لم و لن تنتصر، فما حققته ليس سوى ارتكاب المجازر و تصيير شعار " المقاومة " الى ميليشيا شيعية ملحدة تهدف الى الغاء كل من يمثل قوى 14 آذار. فبدأت حربك على السنة، و انتقلت بعدها الى الدروز، و من يدري من سيقع لاحقا في قبضتك الحديدية المزيفة...!!
وصلت بك الجرأة لتطيح بالمؤسسات الاعلامية كي تبقى " المنار "، منارة الفتنة و التعصب، تبخ الأخبار السامة التي تصب في خانتها.
خسرتَ الكثير يا صاحب الجلالة باجتياحك العاصمة و ما فيها، و ما هذا الا خير دليل على سجلك الحافل بالنقط السوداء التي شوهت عمامتك الدينية.
نعم، نجحت في اشعال نار الفتنة، فلعن الله من أيقظها!!
بيروت لن تركع في وجه أهل الظلمة و الطغاة...
بيروت لن تنصاع لحفنة من المجموعات الميليشياوية...
هنيئا لك انتصارك الالهي...
هنيئا لك اجتياح بيروت و محاولاتك البائسة احتلال ما تبقى من الوطن.
9 أيار 2008، تاريخ أسقط مفهوم المقاومة و قدسيتها و أفشل مشروع بيع الأراضي اللبنانية الى " أسيادٍ شيعة " برعايةٍ فارسية سورية.
اليك نقول أننا سنصبر، و سنصمد... و لن يسامحكم لا الله و لا الشعب لأنكم تدرون ما تفعلون.

Friday, April 11, 2008

نعم... مستقلة!!
اعتاد اللونان الأخضر و الأصفر أن يرفرفا في أرجاء كلية الاعلام و التوثيق-1 دون أي منافس، و دون الشعور بخطورة الانتخابات. غير
أن السنة هذه، غيرت حساباتهما و وضعتهما في دائرةٍ مغايرة. ففريق 14 آذار قاطع الانتخابات و حزب الله انسحب لصالح أمل، فلم يبقَ لهذه الأخيرة الا أن يفوز مرشحيها بالتزكية.
اذًا لم تحصل معركة انتخابية في الكلية ما عدا مقعدي السنة ثالثة اذاعة و تلفزيون، اللذين فاز بهما مرشحا أمل بفارق ثلاثة أصوات عن المرشحة المستقلة رانيا سنجر.
نعم، أنا رانيا سنجر المرشحة المستقلة التي تمسكت بترشحيها حتى اللحظة الأخيرة. أنا هي المرشحة التي أشيع عنها الكثير الكثير، أهمها أنني مدعومة من الموالاة تحديدا من تيار المستقبل، و أنني تلقيت منهم أموالا في اليوم الانتخابي لأتمكن من الاتصال من الناخبين و أؤمن لهم النقليات اللازمة كي يصوتوا لي. و لكن أتساءل لمَ كل هذه الشائعات التي أطلقت من قبل فريق 8 آذار ما دمتُ لم أشكل خطرًا عليه،
و هنا ا أتكلم تحديدا عن حركة أمل و حليفها حزب الله. لمَ دعوني الى اجتماعٍ مغلق قبل يومٍ من الانتخابات طالبين مني الانسحاب لمصلحة مرشحي أمل كي يتمكنوا من هزيمة مرشحي حزب الله، هذين الأخيرين اللذين كان ترشيحهما و انسحابهما ليلا غطاء للحركة الحليفة. و استمر هذا المطلب ساري المفعول حتى اليوم التالي لكن هذه المرة بصيغةٍ أخرى، حيث قدم اليّ أحد أعضاء حركة أمل عارضا عليّ المساعدة و مؤكدا أنهم يعملون بشكلٍ حثيث كي أفوز مع مرشح آخر من لائحتهم،
و بهذه الطريقة " نرضي الجميع من دون زعل ". نعم هذه هي قصتي و الانتخابات التي كان لي الشرف خوضها بشكل مستقل تماما عن كل الأحزاب، و كان لي الشرف الأكبر بتحقيق انتصاري عند اعلان النتيجة، بفوز مرشحي حركة أمل بفارق ثلاثة أصوات. نعم، هذا هو انتصاري و انتصار الكلية مع جميع طلابها، هذه الكلية التي لم يسبق أن شهدت على خوض طالبة مستقلة معركة انتخابية في مواجهة فريق 8 آذار، و يكون فارق الأصوات ضئيل جدًا.و أقول ككلمة أخيرة لهذا الفريق ان لم أكن معكم فلستُ عليكم.



حركة " المستقلون


عدم الرضوخ للاصطفاف السياسي و رفض التبعية الحزبية، هو ما أثبتته الطالبة رانيا سنجر، في كلية الاعلام و التوثيق-1، في خوضها

المعركة الانتخابية كمستقلة بكل ديمقراطية. و على الرغم من خسارتها بفارق ثلاثة أصوات في مواجهة فريق 8 آذار، تحدّت سنجر ما أشيع و كتب عنها بارادة و شجاعة، لم يسبق للكلية أن شهدت مثلها من قبل. و نحن بدورنا في حركة " المستقلون " نهنىء رانيا سنجر على ما أنجزته في انتخابات كلية الاعلام-1، حيث أثبتت جدارة عالية، نأمل أن تكون نموذجًا لغيرها من الشباب اللبناني.










الارهاب في صيدا !





بعد أكثر من مئة يوم على حرب نهر البارد بين عناصر الجيش اللبناني و فتح الاسلام، شرّعت مدينة صيدا أبوابها لاستقبال زوجات عناصر هذه المنظمة، و ذلك بدافعٍ انساني وفق ما اعتبر البعض. دافعٌ انساني للترحاب بمن ساهم في قتل و ذبح أبنائنا من الجيش. لعلّ الشعب الصيداوي يجدر به اكرام و ضيافة من تقمص رداء الايمان و التقوى، الذي يحتمي في باطنه العنف اللامحدود. صيدا مدينةٌ قدمت ابنها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فلِمَ ندنّس شهاداتها و تضحياتها بفضلاتٍ تستكمل المسرحيات الارهابية الهزلية من بطولة بعض المنظمات " الصامدة " في مخيم عين الحلوة، تحديدًا " عصبة الأنصار " المتهمة بجرائم عديدة منها اغتيال القضاة الأربعة. فيا لسخرية القدر أن نمحيَ الشعب الفلسطينيّ القاطن هناك بفصيلةٍ صفتها الوحيدة " الارهاب ". عندئذٍ يصحّ المثل القائل " حاميها حراميها ".
كفانا تنازلات لمصلحة جهات كانت أول من أوقعنا في ميدان الحرب، و حملتنا خسائر بشرية، آخرها مئات الشهداء من الجيش اللبناني. فلنعود بالذاكرة و لو لبرهةٍ لمن دافع
و ناضل و استشهد لأجل قضيةٍ لبنانية، لأجل أن يحيا لبنان.
جندي الشام، عصبة الأنصار، و فتح الاسلام اليوم، لعلّها لن تكون الأخيرة لتطلّ علينا بمظاهر هزلية، القصد الوحيد منها مجابهة الأمن و الاستقرار. فتح البيوت، الكرم
و حسن الضيافة لنسوةٍ ارتدّوا عن المعنى الحقيقي للدين الاسلامي، ما هو الا مشاركة في الحرب على جيشنا و لن يقودنا الا " لزواريب " الفتنة و المؤامرة على شعبنا.
من هنا أدعو اللبنانيين عمومًا و الصيداويين خصوصًا الى نبذ كل مظاهر الارهاب المباشر و غير المباشر. فلننتفض و لنقل كلمتنا بحقّ، الذي هو سيد الموقف.
نسوة فتح الاسلام المتواجدين حاليا في مدينة صيدا، ما هنّ الا لزيادة الوضع سوءًا، فحرامٌ علينا أن نشوه تاريخ هذه المدينة بأناسٍ لن يذكرهم التاريخ الا في خانة القتل،
و التدمير، و الاستيلاء على أرضٍ سيّدة، حرّة، و مستقلّة!!!



















فليعذرني " سماحته"!

يطل علينا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي، متغنيا بسلاح المقاومة و شرعيتها و مشددا على ضرورة وجودها في ظل الوضع الراهن.
كلام نصرالله حملنا لأن نصدق أنه و " مجاهديه " سيحررون القدس المحتلة في أقرب وقت ممكن. نتفهم موقف نصرالله الداعي الى تحرير كل الأراضي المحتلة و نصرة الشعب المظلوم، فمن اعتاد حمل السلاح و ارسال " المجاهدين " للتدريب من وقت الى آخر داخل و خارج لبنان، يصعب عليه التخلي عما يسمى " مقاومة " بهذه السهولة.
أما فيما يخص اغتيال النواب جبران تويني و بيار الجميل و أنطوان غانم، فالصدفة فعلا أن تأتي على ذكرهم بعد مضي وقت طويل على اغتيالهم. اسرائيل عدوّ نعم، لكن لمَ تبرئ سوريا دائما من كل المواقف و الجرائم الحاصلة. ان كانت " الشقيقة " تسهل تمديدك و تدعيمك بالسلاح، أيدفعك هذا الى التخلي عن أرض و شعب ناضلوا بكل ما للكلمة من معنى لكسب الحرية و السيادة و الاستقلال.
الصدفة يا سيد حسن تكمن في نسيان أرض اسمها لبنان و التوجه نحو قضايا غير لبنانية لتحرير العالم بأسره من معاناته، و الساحة لشن الهجوم الدائم تكون لبنان.
هنا لا يمكننا أن ننسى المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، الذين لم يأتِ حزب الله على ذكرهم أو مساعدتهم، لعل لأن أولئك في السجون الاسرائلية يستحقون شن حرب لأجلهم، أما عن الموجودين في السجون السورية فهم " عملاء " كما أكدت "الشقيقة".
المواقف و التداعيات و التصعيدات التي يطلقها حزب الله تدفعنا الى التساؤل أي موطن يريد و لأي شعب بفعل كل هذا؟! متى سيقتنع السيد حسن أن لبنان ملك اللبنانيين جميعا و المناطق اللبنانية ليست حكرا على أي مذهب أو طائفة.
نعيد و نكرر على مسامع " سماحته " أن ثورة الأرز التي استهزأ بها في خطابه هي ثورة لبنانية دفعت بلبنان الى الخلاص من الاحتلال السوري و بسط سيادته. ثورة الأرز هي التي اشتعلت بفعل دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فماذا تريد اليوم من شعبٍ شبع حروبًا و قتلاً و تدميرًا و ترهيبًا.
دعونا و لو لمرة ندخل التاريخ من أوسع أبوابه، عبر الوحدة و التضامن و الوفاق...!















" هنا كان لبنان "
بعد أن تجاوزنا خط التماس الفاصل منطقة " الغربية " عن " الشرقية "، بات لهتين المنطقتين اليوم تسمية جديدة على
الساحة اللبنانية، و هي 8 و 14 آذار. فقد عادت الأعاصير السياسية مصطحبةً معها النعرات الطائفية و الانقسامات المناطقية لتضرب الشعب اللبناني و تدوس على وحدته و سيادته. هذه الوحدة التي دفع ثمنها الكثيرون، لا افتداءً لوهمٍ، بل افتداءً لوطنٍ اسمه لبنان.
فهل سنبقى أصحاب الفرص الضائعة، فيفوتنا القطار و نعود الى المحطة السابقة، حيثما كنا، دون احراز أي تقدم. هل سنبقى دائما ساحةً للتجاذبات السياسية و الصراعات الاقليمية؟!
أولم نشبع حروبا و قتلا و تهجيرا و تدميرا؟! البعض يسعى لاعادتنا الى ذكرياتٍ أليمة، لم تحمل في طياتها سوى جروحًا استنزفتنا و استنزفت معها أرضنا. فلمَ لا نعيد اللحمة و وحدة الصف، و نتعالى عن طبقةٍ سياسية تستمر باستغلال شبابنا لتحقيق ما توفر لها من مصالح و أهواء. نحن شعبٌ يستحق الحياة بسلامٍ و أمنٍ و طمأنينة و استقرار.
الضاحية الجنوبية، طريق الجديدة، الأشرفية، كلها مناطق لبنانية ذُكر اسمها بوضوح على الخريطة، و ليست عقارات للبيع أو حكرًا على كونتونات طائفية معينة.
فهل سنعود لبناء وطنٍ واحد موحّد، أم سنصيّر أرضنا الى عقاراتٍ للبيع و نكتب على لوحةٍ من رخام " هنا كان لبنان! ".