Wednesday, June 4, 2008



سهام تويني
جُبران شُعلة تُنير دربَنا في سبيل التحرّر


قدرٌ شاء أن يجمع بين الفارسة على صهوة جواد و فارس الكلمة الحرة. حبٌ أسطوري بدأ بموعد على الغداء و اختُتم بزواج دام أربع سنوات. اقتحم حياتها محمًلا ايّاها رسالة النضال و الحرية، بعدما اختار درب الشهادة لأجل سيادة لبنان. انه جبران تويني، الرجل الذي وَعد، أقسم، فاستشهد. فماذا تخبرنا زوجته، و هي التي استبدلت دمعتها بضحكةٍ حزينة و بدّدت ألمها بحلم الزوج، الحبيب، و الفقيد.

حُلُم، لقاء، فزواج
اتصل بي مرة عندما قرأ مقابلة معي في جريدة " النهار"، كنت حائزة عندها (1999) على البطولة العربية في فقرا. طلب أن يلقاني، فذهبتُ الى مكتبه القديم، في الأشرفية، و كان يعرف أهلي مسبقا. دام لقاؤنا حوالى الخمس دقائق فقط ، حيث شجعني على الاستمرار بما أنا عليه. بعد سنتين و شهرين، اتصل بي قائلا " معك جبران تويني...حلمت فيك". تفاجئت كثيرا كما أردت معرفة السبب الحقيقي لاتصاله. عاود الاتصال مرارا طالبا أن نلتقي. بعد أكثر من حجة استخدمتها نفذ صبره و قال " أنا ما بدي شي منّك، بس كان بدي احكيكي". فالتقينا اليوم التالي في فاريا، و أدركت حينها أننا سنكون سويا، و أن هذا الحلم أشبه برسالة من والدته المرحومة ناديا اذ كان جدّ متأثر بها. هَدَف جبران الى تأسيس حياتي، و قد نجح في ذلك.

من باريس...فبيروت..الى الشهادة
قبل اغتياله بيوم واحد، لدى وصولي الى مطار بيروت انتابني الخوف و القلق، أردت فقط الوصول الى البيت بسلام. و ما عزز قلقي و خوفي عليه أنه كان لديه الكثير من الأعداء بسبب قلمه الحرّ الذي تميز به، اضافة أن بعد محاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق، أدركت أن جبران هو التالي و لا مفرّ من ذلك. وصلنا الى المنزل بأمان، حيث نتاولنا العشاء و شاهدنا احدى الأفلام سويا. صباح اليوم التالي خرج كعادته باكرا من المنزل، و دوّى صوت الانفجار، فأدركت عندها أن جبران هو المستهدف
.
"My Way"

منذ زواجي بجبران، كان يهتم في كل تفاصيل حياتي، فقط كي يراني سعيدة. أربع سنوات أمضيتها معه، لا يمكن نسيانها بسهولة. لكن من أجمل لحظات حياتي، يوم دعى حوالى المئة و خمسين شخصا الى Concerto، علما أن جبران لا يهوى هذه الأماكن. و هناك طلب يدي منشدا أغنية " My Way". من أجمل و أروع اللحظات التي لا تزال تؤثر بداخلي، فضلا عن الأيام الأخرى التي كما قلت سابقا كانت أشبه بحلم لشدة ما كان هذا الرجل رائعا، لا يمكنني وصفه بكلمة، فمهما قلت عنه لن أنصفه.

تهديدات من عدة جهات
جبران تميز بقلمه الحرّ متخطيا كل الحدود، و هذا ما حمل جهات مختلفة على تهديده و اغتياله. لا أستطيع اتهام أيه جهة أو دولة في قتل جبران، فليس من دليل حتى اليوم يشير الى هوية القاتل.

جبران الحُلم
سأعمل على تعليم ابنتاي (ناديا و غبرييلا) أن يتعلما من أخطائهما مهما كانت و يطبقا قناعاتهما. سأخبرهما بالطبع عن والدهما، عن وطنيته و شهادته دفاعا عن أرضه. بالنسبة لجبران، الدفاع عن حرية الوطن و سيادته و استقلاليته كان همه، لذا افتدى وطنه حرصا على أولاده و لاحقا أحفاده كي يعيشوا بسلام. فعلا جبران حالة فريدة في المجتمع، و لو عاودنا قراءة مقالاته لوجدنا أن البعض منها ينطبق عما نعيشه اليوم، ما يعزز لدينا أن جبران تويني لم يرتكب أي خطأ بحق بلده، بل كان و ما زال شعلة تنير دربنا في سبيل التحرر. و أنا متأكدة أن ابنتاي ستفخران بهكذا والد

" أفتقده كثيرًا "

أفتقد الى مواقفه الصلبة، و أرى أن بقائه على قيد الحياة كان سيجدي نفعا أكثر، فهم عمدوا الى اسكات صوته. و نحن بالتأكيد ننتظر المحكمة الدولية. و كما أرادني قوية، أعده أن أبقى كذلك لأجله و لأجل أولادي. بالنسبة لجبران، فان الشباب هم من سيكونون صانعي التغيير في المستقبل، و سأبقى على قوله و فعله و أتمنى على الجميع التفكير في مصير الوطن رافضين أية وصاية خارجية.




حاورتها رانيا سنجر



1 comment:

marwa said...

rania.i really liked your blog,and your articles,especially cz mawjoud fi Jobran.and you know i adore Jobran Twayni.I think u will be a great journalist.good luck.